القاهرة ـ وكالات:
في ثالث أيام حملة تطعيم تلاميذ مدارس مصر
بالمصل الواقي من أنفلونزا الخنازير بدأت الحملة تترنح، حيث أشارت الأرقام
حسب ما نشرته صحيفة روزاليوسف أمس إلى رفض 95% من التلاميذ التطعيم.وانقسم
أولياء أمور تلاميذ المدارس إلى فريقين.. الأول والأكبر في نفس الوقت.. هو
الذي رفض تطعيم أبنائه بالمصل الواقي من أنفلونزا الخنازير مقررا قبول
احتمالية إصابة أطفاله بالمرض ميلا إلى قناعة الاعتقاد في المناعة الذاتية
التي سيحصل عليها الطفل في حالة إصابته بالمرض وعلاجه وشفائه.
مستندا إلى أن حالات الإصابة التي ظهرت بين تلاميذ المدارس ومنذ بداية
العام الدراسي قد تم اكتشافها سريعا والسيطرة عليها مكانيا وشفاؤها علاجيا
بشكل لا يستدعي ضرورة التطعيم بالمصل الواقي ومن ثم فإن الإصابة بالمرض
والشفاء منه سيحقق المناعة الذاتية للجسم.
والفريق الثاني من أولياء الأمور وهو الأصغر قرر الموافقة على تطعيم
أبنائه بالمصل الواقي خاصة أنه حتى كتابة هذه السطور هناك دلائل علمية
وطبية ترجح ما قيل عن أعراض جانبية تصاحب التطعيم بالمصل الواقي وأن كل ما
يثار عن ظهور أعراض عاجلة أو آجلة بعد عشر سنوات.. ليس سوى اجتهادات
كلامية عارضة لا تستند إلى أية حقيقة طبية موثقة.. وإنما فقط مادة طازجة
للبرامج الليلية الفضائية وصفحات بعض الجرائد الخاصة لزوم الانتشار
الإعلامي من أجل نسبة مشاهدة أعلى ونسبة توزيع أكبر للصحف.
وبغض النظر عن عدم الإعلان الطبي العالمي عن هذه الأعراض سواء العاجلة أو
الآجلة مع حصول الملايين من أبناء البشر في الأرض المعمورة على التطعيم
بالمصل الواقي.
وكشف مصطفى المراغي وكيل وزارة الصحة بالجيزة أنه تم تطعيم 1500 تلميذ فقط
بالمحافظة من إجمالي 445 ألف طالب وفي حلوان قال سعيد عمارة وكيل التربية
والتعليم: إن نسبة من تلقوا التطعيم لم تتجاوز 5% وفي القليوبية تم تطعيم
49 تلميذا من 5616 تم استهدافهم في أربع إدارات تعليمية بسبب ارتفاع نسبة
الغياب ورفض أولياء الأمور التطعيم.. ووقع 80% من أولياء الأمور في
الاسكندرية على استمارات التطعيم بالرفض.
ومن جهة أخرى كان الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المصري قد توقع وفاة نحو
مائتي مصاب بأنفلونزا الخنازير خلال شهر يناير الحالي, على أن تبدأ تلك
الأعداد في الانخفاض خلال شهري فبراير ومارس المقبلين.
وأكد وزير الصحة حسب صحيفة الأهرام اليومية أمس أن أعداد المتوفين في مصر
بالمرض لا تدل على وجود مشكلة حقيقية نظرا لأنه لم يكن هناك حصر لأعداد
المتوفين بالأنفلونزا الموسمية من قبل, وأوضح أن تلك هي المرة الأولى
التي يتم فيها ذلك, مشيرا إلى أن العام الحالي سوف يشكل القاعدة
المعلوماتية التي يقاس عليها فيما بعد بمرض الأنفلونزا.وشدد الدكتور
حاتم الجبلي على أن سياسة التطعيم التي تنتهجها وزارة الصحة متمثلة في
حملة تطعيم طلبة المدارس التي بدأت منذ أيام سوف يترتب عليها الإسراع بكسر
موجة أنفلونزا الخنازير الحالية خلال أسبوعين أو ثلاثة, حيث يتوقع أن
تنحسر تلك الموجة بنهاية شهر يناير الحالي.
وأشار إلى أن كل الجهود التي بدأت في مصر من أجل الوقاية من الإصابة
بالمرض يجب أن تستمر, حيث إن مصر لديها عامل خطورة لتحور الفيروس نتيجة
توطن فيروس أنفلونزا الطيور بها, وبالتالي لابد من الاستمرار في تنفيذ
الإجراءات الوقائية.