ومن
هذا المنطلق وتجسيدا لهذه المعاني وتقديرا للجهود المبذولة في محو الأمية
بشقيها الأبجدي والحضاري فقد أقر مجلس الجامعة العربية في الثامن من يناير
1966م إنشاء الجهاز العربي لمحو الأمية كأحد الأجهزة المتخصصة التابعة
للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ومن ثم تم اختيار اليوم الذي
أنشئ فيه الجهاز يوما عربيا لمحو الأمية على مستوى الدول العربية كافة.
جهود وزارة التربية والتعليم
لقد حظي نشاط محو الأمية في السلطنة باهتمام بالغ من قبل وزارة التربية
والتعليم ويأتي هذا الاهتمام في ظل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة
السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الرامية إلى نشر مظلة
التعليم وتعميمه وتنويع أساليبه وطرائقه وتسهيل الحصول عليه وجعله متاحا
لكل شرائح المجتمع صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً. وهكذا ظلت الوزارة ومنذ
بداية نشاط محو الأمية في سعي متواصل لمواكبة كل ما يستجد في هذا المجال
على المستويين الإقليمي والدولي مستثمرة الخبرة المتراكمة من خلال
الممارسة، ويطال هذا التجديد والتحديث مجالات محو الأمية في المواد
الدراسية والبرامج والمشروعات والتدريب وطرق التدريس والوسائل التعليمية
وكل المدخلات بما يؤدي إلى تنامي المردود الكمي والنوعي ويحقق الأهداف
المنشودة في ظل خطة الوزارة للتعليم للجميع. المشاريع التطويرية
هناك العديد من المشاريع التطويرية التي تسعى وزارة التربية والتعليم من
خلالها إلى تطوير التعليم في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، ومن أهمها:
مناهج محو الأمية، حيث تشير الدراسات التربوية إلى أن المناهج التعليمية
الأداة الأسرع تأثيرا في إحداث التطوير المنظم للتعلم، وتنمية القيم
والاتجاهات والمهارات والممارسات السلوكية السليمة، ومن خلالها يمكن تهيئة
المتعلم للحياة، وتوفر سياق متسلسل يكفل تنامي الخبرات التعليمية
وتحقيقها، وتمكن المتعلم من المهارات اللازمة للمنافسة والاندماج في
المسارات الاجتماعية المختلفة ، بما يتلاءم مع طبيعته واحتياجاته.
وبما أننا نعيش في عصر تكثر فيه المستجدات والتطورات في المجال المعرفي
والتقني فإنه كان لزاما على الوزارة أن تواكب ما يحدث في العالم من تسارع
حثيث في مختلف المجالات والأخذ بأحدث ما توصل إليه الخبراء التربويون في
هذا المجال، وإكساب الدارسين المهارات ذات الصلة بالحياة اليومية. إدخال
مادة اللغة الإنجليزية
نظرا لحاجة الدارسين إلى اكتساب بعض المهارات اللغوية في مادة اللغة
الانجليزية لتسيير بعض الشؤون الحياتية اليومية التي يحتاجها الإنسان
ولتلبية رغبة بعض الدارسين في مواصلة الدراسة لما بعد محو الأمية حيث
يتحتم على الدارس الذي يرغب في مواصلة الدراسة في فصول تعليم الكبار أن
يكون لديه بعض الإلمام بهذه المادة، لذا لقد بدأ تدريس مادة اللغة
الإنجليزية للصف الثاني محو الأمية اعتبارا من العام الدراسي المنصرم
2008/2009م . برنامج التطوع بدأ برنامج إشراك المتطوعين للتدريس في فصول
محو الأمية في العام الدراسي 2002/ 2003م، وذلك بعد أن توفر المناخ
الإيجابي من خلال القناعة الراسخة لدى المتطوعين من المعلمين والخريجين
الحاصلين على شهادة الدبلوم العام بالإحساس الوطني الصادق بأن القضاء على
الأمية مسؤولية وطنية تضامنية يجب أن ينهض بها الجميع كل في حدود
إمكانياته، وقد استهدف المشروع التأكيد على أن المشاركة في مجال محو
الأمية مسؤولية وطنية وتضامنية، والتوسع في فتح المراكز بالمناطق البعيدة
تحقيقا لرغبة الدارسين حيثما قطنوا. يأتي برنامج التطوع تعزيزا للأهداف
التي استهدفها مشروع الاستفادة من خريجي شهادة الدبلوم العام في التدريس
بفصول محو الأمية، وقبل البدء بانخراط أي من المتطوعين في التدريس بفصول
محو الأمية فإن هؤلاء يتلقون برنامجا تدريبيا مختصا بكيفية التدريس بفصول
محو الأمية يؤهلهم جيدا للقيام بهذه المهمة، كما توفر الوزارة مجانا
مستلزمات التدريس لهؤلاء المتطوعين بما يساعدهم في تحقيق مهمتهم ووضعها
موضع التنفيذ.
تدريب العاملين
لقد أدركت وزارة التربية والتعليم منذ فجر النهضة المباركة أهمية تدريب
المعلمين والعاملين في مجال محو الأمية حيث يعد ذلك واحدا من أكثر العوامل
الفاعلة في التصدي لمشكلة الأمية إذ من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات
وعن طريق استثمار قدراته وإمكاناته يسهم إسهاماً مباشراً في دفع مسيرة محو
الأمية إلى الأمام، و تأتي أهمية الإعداد والتدريب لهذه الفئة لأنها تتم
في كافة المجالات التربوية التي تتعلق بالنشاط وذلك لتمكينهم من القيام
بتولي مهام تدريب معلمي محو الأمية بمناطقهم ويشارك في تأهيل هؤلاء
المشرفين المختصون بدائرة التعليم المستمر بالمديرية العامة للبرامج
التعليمية والدوائر المختصة بالوزارة وتتناول هذه البرامج مجالات العمل
المتمثلة في التخطيط والتقويم وأسس الإشراف في مجال محو الأمية ودور
المعلم في تنفيذ برامج محو الأمية والمفهوم الحضاري للأمية والمــــواجهة
الشــــاملة للأميـة، ويتــم التدريب من خلال المشاركة في المؤتمرات
والندوات وحلقات العمل وتبادل الزيارات وعقد المنتديات والتي يتم التخطيط
لها من قِبل المنظمات التربوية الإقليمية والدولية والتي تستهدف في المقام
الأول إثراء المجال بالمستجدات والوقوف على التجارب المبذولة والأخذ بأفضل
السبل في التصدي للأمية والقضاء عليها وقد انعكس ذلك إيجابياً في تطوير
النشاط على الوجه المطلوب، ومن هذه البرامج التدريبية:
ندوة مناهج محو الأمية:
إن التطوير وتحسين المناهج الدراسية لمحو الأمية وفقا للمستجدات المعاصرة
أمر تحرص عليه وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع المنظمات العالمية، وهو
بلا شك يستدعي إيجاد كوادر وطنية تمتلك الأساليب والمهارات اللازمة لتطوير
المناهج وتلم باستراتيجياتها، وجاءت الندوة ضمن إحدى المشاريع المدعومة من
منظمة اليونسكو لدعم برامج محو الأمية وفق محاور مهمة أبرزها: التطورات
الدولية في المفاهيم والمستجدات المعاصرة في مجال محو الأمية، وأساليب
ومهارات تأليف وتطوير مناهج محو الأمية، واستراتيجيات بناء مناهج محو
الأمية، والتجارب مجال إعداد مناهج محو الأمية. كما هدفت هذه الندوة إلى
إكساب الكوادر الوطنية الخبرات والمهارات والاتجاهات التربوية الحديثة في
مجال تأليف وتطوير مناهج محو الأمية، وتزويد المشاركين بجوانب المعرفة
الأساسية والمفاهيم المتداولة في مجال إعداد مناهج محو الأمية، وتعرف
المتدرب على أسس ومعايير بناء وتطوير مناهج محو الأمية، وتمكين المشاركين
من التعرف على خبرات الدول، فيما يخص تطوير مناهج محو الأمية.
مشغل تنمية المهارات الأكاديمية لفصول محو الأمية بالمناطق التعليمية :
نظرا لعدم تمكن بعض القائمين على التدريس في فصول محو الأمية لكونهم من
مخرجات الشهادة العامة نظمت المديرية العامة للبرامج التدريبية ممثلة في
دائرة التعليم المستمر بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة
والعلوم (الألكسو) مشغلا تدريبيا لتنمية المهارات الأكاديمية لمعلمات محو
الأمية للمعلمين بجميع المناطق التعليمية وذلك بهدف إكساب القائمين على
التدريس في فصول محو الأمية المهارات الأساسية للمادة العلمية وتمكينهم من
أداء واجبهم على النحو المطلوب.
حلقة عمل إقليمية
هدفت حلقة العمل التدريبية إلى دراسة واقع استخدام المعلومات والاتصالات
في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، وزيادة معلومات المشاركين حول آلية
استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال محو الأمية، والوقوف على
معوقات العمل في إطار هذه التكنولوجيا في الجهود الرامية إلى القضاء على
الأمية، والاطلاع على طبيعة التكنولوجيا الاتصالية الحديثة وإمكانياتها
التعليمية، والاستفادة من التجارب الإقليمية والعالمية المتطورة في مجال
استخدام تكنولوجيا المعلومات في مجال محو الأمية وتعليم الكبار.
الدراسات والبحوث
نالت الدراسات والبحوث المتعلقة بمجالات محو الأمية اهتماماً خاصاً من قبل
الوزارة وذلك باعتبارها المرآة التي تجسد الواقع بكل أبعاده والرؤية
المستقبلية وفق المعطيات والمتغيرات في الساحة التربوية، حيث تم إجراء بعض
الدراسات والبحوث بمشاركة عدد من الجهات ذات الصلة بالنشاط مثل جامعة
السلطان قابوس والمنظمات التربوية الإقليمية والدولية والتي تناولت الكثير
من أوجه النشاط وذلك بغرض التطوير والتحديث مثل دراسة استقصاء إحجام
الذكور عن الالتحاق بفصول محو الأمية، والدراسة التقويمية لمشروع خريجي
شهادة الدبلوم العام القائمين على التدريس بفصول محو الأمية. مشاركة
المجتمع في برامج وأنشطة محو الأمية
ظلت جسور العلاقة بين وزارة التربية والتعليم والجهات الرسمية الأهلية
والخاصة ممتدة ومتواصلة من خلال المشاركة الفعلية التي قام بها المجتمع
المحلي من مشاركته في برامج وأنشطة محو الأمية على المستوى المادي والفني
والمعنوي والمتمثلة في ترأس أصحاب السعادة ولاة المناطق للجان المشرفة على
القرى المتعلمة، وبث ونشر التغطية الصحفية عن مناسبات محو الأمية المختلفة
عبر مؤسسات دور الصحافة والنشر المسموعة والمقروءة والمرئية، وتوفير بعض
أماكن الدراسة، وتطوع أفراد المجتمع وخاصة خريجات شهادة الدبلوم للتدريس
لفصول محو الأمية، وتوفير وسائل نقل للدارسات، وإسهامات الشباب في الأندية
للتطوع في التوعية، وتبني بعض المؤسسات مشروعات لمحو الأمية.