مسقط : الشبيبة
اختتمت أمس بكلية العلوم التطبيقية بعبري حلقة عمل تقنيات الديكور
والسينوجرافيا التي تقيمها المديرية العامة لكليات العلوم التطبيقية خلال
الفترة من 25 إلى 27 من الشهر الجاري بمشاركة (12) طالبا وطالبة من مختلف
كليات العلوم التطبيقية الست.
وتعرف الطلاب المشاركون من خلال المحاضر بالحلقة سلطان بن أحمد العزري من
كلية الإعلام بجامعة السلطان قابوس على تقنيات التعامل مع الخامات
المختلفة وتوظيفها لخدمة الديكور والعمل السينوجرافي، مؤكدا على أهمية
الخروج من مأزق الحرفية في تتبع متطلبات النص وتوظيف المواد الأولية في
خدمة الديكور والإمكانيات الإبداعية المتاحة امام فريق العمل المسرحي في
ابتكار هذه الأدوات وتطويعها لبناء الديكور الذي يجب ايضا التزامه بخدمة
الرسالة التي يقدمها العمل المسرحي.
وكان المشاركون قد تعرفوا أمس على كيفيات إعداد سينوجرافيا جيدة للأعمال
المسرحية وأهمية الفهم الجيد للمدارس المسرحية التي تقوم عليها كتابة
النصوص فلكل مدرسة جوانبها وخصوصياتها في الطرح التي يجب أن تتوافق معها
رؤية مصمم الديكور، مشيرا إلى عدد من المدارس الأكثر شهرة في هذا الجانب
كالكلاسيكية والرومانسية وغيرها، وأكد المحاضر على ضرورية تنويع التجارب
في العمل مع مخرجين ذوي رؤى مختلفة فالبناء المسرحي بناء بصري يتغذي
بالتواصل البصري مع الفنون المرئية كالسينما والدراما التليفزيونية
والأعمال المسرحية.
بعدها تمت مناقشة الأبعاد المكانية والزمانية للنصوص المسرحية وسبل التعرف
عليها وتوظيفها عبر إشارات ورموز تخدم النص وهو عمل يجب أن يتسم بالذكاء
والقدرة على الترميز الهادف.
كما ناقشت الحلقة الخطأ القائم على الارتجالية وعدم القراءة الواعية للنص
المسرحي في بناء الرؤية الفنية السينوجرافية عند البعض مما يوقع النص في
بناء غير متكامل في مختلف جوانبه إلى جانب رضوخ واضع السينوجرافيا لآراء
ورغبات المخرج للحد الذي يطمس الأفكار السينوجرافية.
* بجمليون
كما طبق المشاركون تدريبا عمليا في كيفية إعداد بناء سينوجرافي للنص
المسرحي بجمليون للكاتب على أحمد باكثير وفيه استعرض الطلاب افكارهم في
فهم النص وما يرونه بأنه ارتكازات بصرية اساسية في عرض الأفكار القادرة
على ايصال الرسالة للمتلقي محاولين تطبيق ما تلقوه من افكار خلال الحلقة
* اليوم الأول
واستعرض خلال اليوم الأول للحلقة مفاهيم تنفيذ الديكور المسرحي وتحليل
السينوجرافي للنص المسرحي وكيفيات قراءة النص الوعية بالفروق في المفهوم
بين الديكور والسينوجرافيا موضحا أن السينوجرافيا تعني الخط البياني
للمشهد المسرحي والقدرة على فهم رؤية المؤلف والمخرج وتقديم الرؤية
المتناسبة مع العمل المسرحي، وتقديم كم هائل من المعلومات والأفكار
والآراء عبر إشارات سمعية أو بصرية.
واعتمد المحاضر على استطلاع آراء المشاركين في المفاهيم المطروحة وصولا
لمفهوم متوافق مع التنظيرات المطروحه علميا، بعدها تعرض إلى الجانب
التاريخي وارتباط السينجرافيا مع ظهور المسرح على مستوى العالم وتأخر
ظهورها كمصطلح إلى خمسينيات القرن العشرين، مضيفا إن ماهية السينوجرافيا
هي تشكيل فني يحدد أطر العمل المسرحي، والفروق بين المخرج ومعد
السينوجرافيا وأهمية التشابك بين الوظيفتين لتحقيق هدف التواصل مع المتلقي
وايصال الرسالة في إطار تكاملي.
و أشار علي بن محمد الحجري المشرف بالمديرية العامة لكليات العلوم
التطبيقية إن حلقة العمل تأتي تواصلا لأعمال ذات علاقة بالعمل المسرحي في
السنوات الماضية، وسعي المديرية العامة لكليات العلوم ا لتطبيقية في
المرحلة الحالية على انتخاب أعمال أكثر دقة على مستوى التخصص إلى جانب
تماسها الواضح مع البرامج والتخصصات الأكاديمية الجديدة بكليات العلوم
التطبيقية كتخصص الاتصال والتصميم وهو أمر يمّكن الطلاب من تطبيق الجانب
النظري والتعرف على آخر مستجدات التخصص.
ويرى سلطان بن أحمد العزري المحاضر بالحلقة أن من أهم الدوافع الأساسية
لإقامة الحلقة هو العمل على نشر الوعي المسرحي والفهم الحقيقي للمسرح
ودوره في نشر الآراء والتغيير الاجتماعي إلى جانب تأهيل الطلبة فنيا
للتذوق البصري والتقدم في الخبرة والمعرفة اللازمة للعمل، وحول سبل تطوير
العمل المسرحي بالكليات أشار إلى أهمية احتضان المسرح ماديا ومعنويا
واستضافة العديد من العروض الداخلية والخارجية واقامة المسابقات التشجيعية
* بناء ثقافي
أما رجاء بنت جمعة اليعقوبية المشرفة الفنية بكلية العلوم التطبيقية بعبري
فتجد في المنشط فرصة حقيقية للطلاب لرفع ثقافتهم المسرحية والتعرف على
الأفكار والأراء الجديدة لعالم السينوجرافيا الذي يعد عالما غير واضح عند
الكثير من الطلاب، كما أن هذه الأعمال ستطور قدرات ومهارات الطلاب في
توظيف الإطار النظري لتخصصاتهم بما يخدم الثيمات الأساسية للعمل المسرحي.
أحمد بن محمد الغفيلي المشارك من كلية العلوم التطبيقية بنزوى يرى أن
الحلقة تحقق استفادة كبرى في توضيح المفاهيم وكشف اللبس الموجود عن الكثير
من الطلاب حول العلاقة بين الإضاءة والصوت والبناء السينوجرافي ولعلها
المرة الأولى التي نتعرف فيها على المحاور الأساسية التي يجب أن يعتمد
عليها البناء السينوجرافي بشكل أعمق، وتمنى أن تكون هناك حلقات أخرى
تستكمل هذا البناء المعرفي والمهاري مستقبلا.
أما أماني بنت عبدالرحمن القاسمية من كلية العلوم التطبيقية بصحار فترى أن
الفائدة الأساسية من المشاركة هو إثراء الجانب المعرفي حيث استفدنا في
التمييز بين الجوانب المختلفة للعمل الناجح سينوجرافيا ومعطيات النجاح لأي
عمل ولعل الأهم هو النماذج والأحداث والتجارب المسرحية التي استعرضتها
الحلقة ، وتعتقد أن انعكاس الحلقة سيبدو جليا في الأعمال المسرحية التي
تعدها الكليات والمهرجات الداخلية والخارجية للأعمال المسرحية التي تقدمها
كليات العلوم التطبيقية مستقبلا، وهو ما تؤكده بدور بنت محمد الهنائية
التي تقول إن الحلقة أوضحت الكثير من الأخطاء التي نرتكبها كطلاب معنيين
بالمسرح فلم تكن القراءة المتأنية للنص هما أساسي بل أن البناء
السينوجرافي يقدم بصورة ممزقة بين الصوت والإضاءة والديكور بشكل لا يعزز
رسالة النص الأصلي .
