بيروت - محاسن عرفة
مازالت تحقيقات السلطات اللبنانية جارية حول أسباب سقوط الطائرة
الأثيوبيَّة فجر يوم الإثنين الماضي وذلك بعد دقائق من إقلاعها من مطار
رفيق الحريري الدولي في بيروت متجهة إلى أديس أبابا.
والطائرة من طراز بوينغ 737 اقلعت في رحلة تحمل الرقم 409 عند الساعة 2:30
بالتوقيت المحلي (12:30 تغ) وسط أحوال جوية سيئة، كما ذكرت مصادر ملاحية.
ومازالت قطع بحرية تابعة للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية تبحث عن
ركاب الطائرة الاثيوبية التسعين وتنقل الجثث الى قاعدة بحرية تابعة للجيش
اللبناني، وتعمل فرق الاسعاف على نقلها الى المستشفى الحكومي. وكان
مسؤولون تحدثوا في وقت سابق عن العثور على 25 جثة . وتستمر عمليات البحث
قبالة السواحل اللبنانية عن ركاب البوينج وحطامها، فيما تتضاءل الآمال
بالعثور على ناجين مع مرور الوقت.
وأفادت مصادر ملاحية أن على متن الطائرة 92 شخصا: 83 راكبا من بينهم 51 لبنانيا اضافة الى طاقم من تسعة اشخاص.
وقال شهود عيان انهم رأوا الطائرة ككتلة من النار تهوي في البحر. وقالت
قيادة الجيش "لقد شوهدت الطائرة تندلع فيها النيران ثم ما لبثت ان سقطت في
البحر".
وفرضت قوى الجيش طوقا أمنيا هائلا على الشاطئ المقابل لتحطم الطائرة
وانتشر المئات من رجال الإسعاف والإنقاذ لالتقاط ما يمكن أن يصل إلى
الشاطئ البحري حيث كانت الأمواج تحمل بين اللحظة والأخرى أمتعة وقطعا من
داخل الطائرة.
ويذكر أن هذه هي الكارثة الثانية التي تحل بالمغتربين اللبنانيين في
إفريقيا حيث كانت طائرة قادمة من كوتونو في إفريقيا قد تحطمت قبل أعوام
قليلة وقتل فيها عشرات اللبنانيين المغتربين.
وفي وقت سابق استبعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان وجود "عمل تخريبي" وراء
سقوط الطائرة، قائلا "حتى الان أستبعد عملا تخريبيا والتحقيق يكشف كل شيء".
وقال وزير الاشغال اللبناني غازي العريضي ان "العمل بدأ للبحث عن
ناجين وذلك بمساعدة بحرية وطوافات الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية
(اليونفيل) البحرية واجهزة الصليب الاحمر الدولي".
وقال "حتى الان ليس ثمة نتائج ملموسة" موضحا ان الطائرة هوت "غربي بلدة الناعمة (12 كلم جنوب المطار) على بعد 3.5 كلم من الشاطئ".
واوضح العريضي جنسيات الركاب وقال انهم "54 لبنانيا، 22 اثيوبيا، عراقي
واحد، سوري واحد، كندي واحد من أصل لبناني، روسية واحدة من أصل لبناني،
فرنسية واحدة، بريطانيان اثنان من أصل لبناني".
وأضاف "على الفور شكلنا لجنة تحقيق تضم خبراء مختصين من بينهم مكتب التحقيق الفرنسي المختص بهذا النوع من الحوادث".
وردا على سؤال حول السماح في اقلاع الطائرة في هذه الأحوال الجوية السيئة،
قال الوزير إنّه قبل إقلاع الطائرة المنكوبة، أقلعت طائرات أخرى وأثناء
التواصل مع قائد الطائرة كان هناك 3 طائرات في الجو ولم يكن هناك داع لوقف
حركة سير الطيران.
وأكد العريضي أنَّ النتائج النهائية بعد العثور على الصندوق الأسود هي
التي تحدد سبب وقوع الطائرة، لافتًا إلى أنَّ قبطان الطائرة لم يلتزم
بالمسار المحدد له، بالرغم من النداءات المتكرّرة التي وجهت إليه من برج
المراقبة، كما تكشف الاتصالات المسجّلة التي تمَّت بين الطائرة وبرج
المراقبة خلال الدقائق الأولى من إقلاع الطائرة. ولفت إلى أنَّه عندما فقد
الاتصال مع الكابتن، كان الكابتن "قد عمل الفاف عجيب غريب".
وطلب العريضي "عدم الدخول في تكهنات حول أسباب الحادث" مشيرا الى ان
"الطقس كان سيئا للغاية". وقال وزير الدفاع اللبناني الياس المرّ إن
الطائرة خالفت تعليمات برج المراقبة وسارت بعكس الاتجاه المطلوب. ولفت
المر إلى ان التسجيلات في برج المراقبة في مطار بيروت تثبت ان قائد
الطائرة الأثيوبية التي سقطت طار في اتجاه معاكس لذاك الذي اوصاه به برج
المراقبة.
وأكد أن "برج المراقبة طلب من قائد الطائرة أن يقود طائرته في اتجاه معين"
تفاديا للعواصف، "إلا أنه سلك اتجاها معاكسا". غير أنه أكد أن أسباب عدم
تجاوب قائد طائرة البوينج لم تعرف بعد، وقد تكون خارجة عن إرادته.. وأشار
الى ان قانون الطيران يجيز لقائد الطائرة اتخاذ قرار معاكس لما يطلبه منه
برج المراقبة، على أن يبلغ السلطات الملاحية بقراره. وكان وزير الدفاع رجح
في تصريح سابق أن يكون "عامل الطقس مبدئيا سبب حادث الطائرة". وشهد لبنان
خلال اليومين الماضيين عاصفة قوية وأمطارا غزيرة.
وردا على سؤال عن عدد الجثث التي تم انتشالها حتى الآن قال المر: إن
الاجتماع الوزاري الذي عقد بهذا الشأن برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري،
أقر آلية لإحصاء الضحايا "لكي يكون العدد دقيقا ولتجنب الوقوع في
الأخطاء". وأن هذه الآلية تعتمد على احتساب فقط الجثث "التي يتم نقلها إلى
المستشفى الحكومي" في بيروت "من دون احتساب كل ما هو قيد الانقاذ أو على
باخرة". وأكد ما سبق لمسؤولين آخرين أن ذكروه أن تجري معاملات التحقق من
هويات الضحايا عير إجراء فحوص ال DNA.
وأكدت مصادر بالسفارة الفرنسية في بيروت أن عقيلة السفير الفرنسي في لبنان
مارلا سانشيز بيتون ضمن لائحة ركاب الطائرة المنكوبة.. وانتشلت فرق
الانقاذ جثة عقيلة السفير الفرنسي ونقلتها إلى المستشفى العسكري.
وقال كولونيل دييجو فولكو، المسؤول الإعلامي في قوة الأمم المتحدة
المنتشرة في جنوب لبنان (يونيفيل) التي تشارك في عمليات البحث التي مازالت
مستمرة "وقال جيرما ويك المدير التنفيذي للخطوط الجوية الأثيوبية للصحفيين
في أديس أبابا أنه ليس لديه معلومات عن مصير من كانوا على متن الطائرة أو
عن سبب تحطم الطائرة. وقال إن الطائرة كانت خدمتها يوم 25 ديسمبر ومرت
التفتيش وإجراءت الصيانة اللازمة.. وقال أيضا إن الطائرة كانت مستأجرة في
سبتمبر من نيويورك.
ومازال مطار رفيق الحريري الدولي يتوافد عليه العشرات من اهالي ركاب الطائرة المنكوبة وهم يبكون أو في حالة من الصدمة.
وتعمل عناصر من الأجهزة المختصة على إحاطة الأهالي بالرعاية وتقديم المياه لهم ووضعوهم في قاعة بعيدا عن الصحفيين.
وأسف وزير السياحة فادي عبود للحادث وقال: "لن نتحدث عن الأسباب قبل
انتهاء التحقيقات الرسمية وصدور بيان رسمي في هذا الموضوع، لكن لا بد من
التذكير بأن مطار رفيق الحريري الدولي من أهم المطارات في العالم من حيث
الصيانة والرقابة والسلامة العامة وأن المسؤولين فيه يعتبرون أن السلامة
العامة هي من الأولويات في عملهم كما أن الحكومة تعير الموضوع الأهمية
القصوى".
وأبدى وزير الدولة عدنان القصار، حزنه الشديد لفاجعة الطائرة، مؤكداً أن
"الدولة بقيادة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء سعد
الحريري بالتعاون مع الوزراء المعنيين لن تألو جهدا من أجل إنقاذ ما يمكن
إنقاذه بعد، واستعادة جثث الضحايا ومباشرة التحقيقات لجلاء حقيقة ما حصل
لأن معرفة الأسباب هي حق العائلات والمواطنين".
واعتبرت النائب بهية الحريري رئيسة لجنة التربية والثقافة أن "لبنان من
أقصاه إلى أقصاه يتضامن مع نفسه في مواجهة فاجعة سقوط الطائرة الأثيوبية
والتي أدخلت الأسى واللوعة ليس إلى قلوب عائلات المفقودين فحسب، بل إلى
قلب كل لبناني وكل بيت في لبنان". وتوجهت بـ"أسمى آيات التعزية إلى عائلات
الضحايا"، سائلة "الله عز وجل أن "يلهمهم الصبر على هذا المصاب الجلل وأن
يتغمد من فقدوا برحمته".
وأكدت "أننا أحوج ما نكون في مواجهة هذه الفاجعة إلى تحصين وحدتنا
الداخلية لأنها مأساة وطنية بكل ما للكلمة من معنى" داعية إلى "أوسع
مشاركة في الحداد على الضحايا". وحيت "سرعة التحرك الرسمي في مواجهة
تداعيات هذه الكارثة والمتابعة الميدانية من الرؤساء الثلاثة والجهود التي
تبذلها الحكومة اللبنانية بكل أجهزتها المعنية وبالتعاون مع اليونيفيل
بحثا عن مفقودين وانتشال جثث الضحايا".
وأبدى فريد مكاري نائب رئيس مجلس النواب، "شديد التألم والأسى" لحادث تحطم
الطائرة، معزياً ذوي الضحايا. وشدد على أنها "شكلت صدمة مؤلمة لجميع
اللبنانيين"، معرباً عن تعاطفه "مع أهالي اللبنانيين وغير اللبنانيين من
ركاب الطائرة المنكوبة وبينهم ابن الكورة طوني الياس الزاخم وزوجة السفير
الفرنسي دوني بييتون ومدير البرامج السياسية في محطة "أم تي في" الشيخ
خليل الخازن وهو صديق شخصي". وقال: "يا للأسف يبدو أن الحداد قدر
اللبنانيين يلاحقهم بالحرب أو التفجيرات أو بالكوارث والحوادث".
وأضاف: "ما يضاعف ألمنا هو أن كثراً من الضحايا كانوا متوجهين إلى حيث
لقمة عيشهم بعيدا من وطنهم تماما. كما أن الضحايا الأثيوبيين هم من الذين
تركوا بلدهم وأهلهم للعمل في لبنان. ولا يسعني القول إلا أنها ضريبة
الهجرة المفروضة على الشعب اللبناني وشعوب أخرى غيره". وأشاد بـ"الجهود
التي تبذلها كل الجهات المعنية بالتحقيق وعمليات الانقاذ"، آملا في أن
"يكشف التحقيق ملابسات الحادث". وأعرب عن ثقته بأن "التعاطي مع نتائج هذا
التحقيق سيتسم بالشفافية على ما أكد رئيس الحكومة سعد الحريري".
واعتبر النائب البرلماني تمام سلام، أن الفاجعة "تدعونا جميعاً مسؤولين
ومواطنين إلى مواجهتها بكثير من الجهوزية والانضباط والحزم لمواكبة
تداعيات هذه الكارثة واستيعابها ومعالجتها". وقال: "إن إعلان رئيس الحكومة
سعد الحريري الحداد الوطني هو تعبير عن مشاركة اللبنانيين بهذه المأساة
الفاجعة وخصوصا في ما يختص بكل أهالي الضحايا".
القادري: لا يسعنا إلا أن نطلب الرحمة ووصف النائب طلال أرسلان، تحطم
الطائرة بـ"الكارثة الإنسانية والوطنية التي تهز المشاعر وتؤلم الجميع".
وشدد على أن "الحادث الذي أدمى القلوب يدل على مدى العذاب الذي يلاقيه
اللبنانيون على دروب الاغتراب". واتصل أرسلان بالرؤساء معزيا، كما عزى
"ذوي ضحايا الطائرة المنكوبة لبنانيين وأجانب".
وحول نفس الموضوع قال سيدني ديكر أستاذ سلامة الطيران بمدرسة الطيران
بجامعة لوند في السويد لصحيفة كريستيان مونيتور الأمريكية: "لقد تم تصحيح
مشكلة دفة القيادة من قِبل الشركة المصنعة التي كانت سبباً طيلة الخمسة
عشر عاماً الماضية في وقوع سلسلة من الحوادث وسأصاب بحالة كبيرة من الدهشة
إذا ما تبين أن هناك ثمة صلة تربط بين تلك المشكلة التي جرى معالجتها وبين
حادث الطائرة الأثيوبية".
وقال ديكر وهو طيار كذلك لطائرات البوينج 737- " إذا صحت الروايات التي
تحدثت عن اشتعال المحرك، فربما وقع الحادث نتيجة فقدان السيطرة على ارتفاع
منخفض نسبياً. لقد تمت السيطرة على محركات الطائرات من طراز 737 من أجل
تحقيق المتطلبات الخاصة بأداء الإقلاع أحادي المحرك، وهو ما يميل لإحداث
حركة متحولة باتجاه المحرك الذي يُعرف بـ(the dead engine) في حالة فقدان
السيطرة على المحرك عند الإقلاع".
كما لم يستبعد ديكر احتمالية سقوط الطائرة نتيجة ضعف الرؤية في ظل وجود السحب المنخفضة مجتمعة ً مع الرياح العاتية.
الجدير بالذكر أن الخطوط الجوية الأثيوبية تتمتع بسجل جيد بالنسبة لسلامة
الطيران. والشركة مملوكة للحكومة وتسير رحلات إلى 56 وجهة، منها 35 وجهة
في أفريقيا أي أكثر من أي شركة طيران أخرى، ولم تتحطم أي من طائرات الشركة
الأثيوبية منذ 1996، عندما اختطفت طائرتها المتجهة من اديس ابابا إلى
نيروبي، وسقطت في البحر قرب جزر القمر بعدما نفد الوقود. وراح ضحية الحادث
123 شخصا من بين 175 من الركاب والطاقم كانوا على متنها.
وكان آخر حادث تحطم قبل ذلك عام 1988 عندما سقطت طائرة في رحلة داخلية لدى اصطدامها بسرب من الحمام وقتل 31 شخصا في الحادث.
وأفادت مصادر متخصصة في شئوت الطائرات أن كل طائرات الخطوط الأثيوبية من
طراز بوينج، وأعلنت مؤخرا أنها تقدمت بطلبية للشركة الأمريكية لشراء 10
طائرات من الجيل الجديد من طراز 800-737 بقيمة 767 مليون دولار، لتضاف إلى
ما تملكه من خمس طائرات 700-737 وطائرتين من طراز 800-737. وفي العام
الماضي كانت الخطوط الأثيوبية أول شركة طيران أفريقية تشتري وتشغل الطائرة
الجديدة من طراز 200LR-777 كما كانت أول شركة أفريقية تطلب شراء طائرة
بوينج من طراز دريملاينر 787، حين طلبت شراء 10 طائرات جديدة في 2005.
وكانت أرباح الشركة تضاعفت في العام المالي 2008/2009 لتصل إلى 128 مليون
دولار نتيجة حملة تسويق قوية وإجراءات لخفض التكاليف. وإلى جانب وجهاتها
الأفريقية.. كذلك فان الخطوط الاثيوبية تعد واحدة من ثلاث شركات أفريقية،
الى جانب خطوط جنوب أفريقيا والخطوط الكينية، تقود حملة تحديث وتطوير في
صناعة السفر الجوي في أفريقيا بطائرات جديدة وتحسن سجلات السلامة. وتفخر
أثيوبيا بأنها تملك شركة الطيران الأفريقية الوحيدة التي تحقق أرباحا،
وهناك منافسة شديدة على العمل في الشركة لتقديم أفضل الخدمات.
** حوادث طائرات فوق المياة
ومن أبرز الحوادث لتحطم طائرات فوق المياة :
- 30 يونيو 2009: تحطمت طائرة ايرباص تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مياه
المحيط الهندي لدى وصولها الى جزر القمر. قتل 152 شخصاً ونجت راكبة واحدة
فقط.
- 1 يونيو 2009: اختفت طائرة ايرباص تابعة للخطوط الجوية الفرنسية (اير
فرانس) تحمل 228 راكباً عن شاشات الرادار فوق المحيط الاطلسي أثناء رحلة
من ريو دي جانيرو الى باريس. لم ينج أي شخص من الحادث.
- 15 يناير 2009: هبط قائد طائرة تابعة لخطوط جوية أمريكية بسلام فوق مياه
نهر هدسون وسط نيويورك بعيد إقلاع الطائرة من مطار لاجارديا في رحلة
داخلية. نجا كافة الركاب وعددهم 155 راكباً.
- 1 يناير 2007: تحطمت طائرة بوينج تابعة لخطوط ادم اير الأندونيسية في البحر أثناء قيامها برحلة داخلية. قتل كل ركابها الـ102.
- 3 مايو 2006: تحطمت طائرة ايرباص تابعة لشركة "ارمافيا" الأرمينية في
البحر الأسود قبل قليل من هبوطها في مدينة سوشي الروسية قادمة من العاصمة
الأرمينية يرفان. قتل جميع ركابها الـ113.
- 3 يناير 2004: تحطم طائرة بوينج تابعة لشركة "فلاش ايرلاينز" المصرية في
البحر الأحمر بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ متوجهة الى باريس مروراً
بالقاهرة. قتل كافة ركابها الـ148.
- 23 نوفمبر 1996: خطفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأثيوبية كانت تقوم
برحلة رقم 961 بين اديس ابابا ونيروبي من قبل ثلاثة أثيوبيين كانوا يرغبون
في الحصول على اللجوء السياسي. تحطمت الطائرة في المحيط الهندي قبالة جزر
القمر بعد نفاد وقودها ما أدى إلى مقتل 125 من بين 175 شخصاً كانوا على
متنها.
