ليلى عبادي
26/09/2008
مدرب المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم جورفان فييرا (في الوسط) يبتهج مع لاعبي الفريق خلال احتفال نُظِّم لهم في دبي في وقت متأخر من 31 تموز/ يوليو 2007، بعد فوزه في بطولة كأس آسيا 2007 في 29 تموز/ يوليو 2007. كريم صاحب / وكالة الصحافة الفرنسية/ غيتي إيماجز البرازيلي جورفان فييرا عاد ليدير شؤون المنتخب الوطنيّ العراقيّ بعد سنة واحدة من قيادة المنتخب إلى فوز مفاجئ بكأس آسيا. ومع أنّ المنتخب العراقي كان قد أقصي في الآونة الأخيرة من مباريات التأهّل لكأس العالم، إلاّ أنّ فييرا يريد إعداد الفريق لكأس الخليج المقبلة وبطولة كأس القارات عام 2009، وهي بطولة لأبطال أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية.
عاد البرازيلي جورفان فييرا كمدرب للمنتخب الوطني لكرة القدم في العراق بعد أن دُعِي لإحياء المنتخب المتعثّر. وأصبح فييرا بطلاً وطنياً بعد مساعدته للمنتخب العراقي على الفوز ببطولة كأس الأمم الأسيوية لعام 2007.
وصرّح فييرا فى مؤتمر صحفي وقع فيه عقداً جديداً لمدة عام واحد مع اتحاد كرة القدم العراقيّ قائلاً، "بإمكاننا أن نحلّق على ارتفاع أعلى، لكن لدينا الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به، فعلينا مسؤولية إعادة بناء الأشياء في كل مكان".
وكان فييرا قد استقال من منصبه على الفور بعدما قاد المنتخب العراقيّ إلى الفوز المفاجئ (1-0) في بطولة كأس آسيا 2007 في جاكرتا متغلباً على فرقٍ إقليمية قويةٍ وعلى منتخب المملكة العربية السعودية الذي أحرز كأس البطولة ثلاث مرات
وبعد الفوز الذي تحقق في تموز/ يوليو الماضي، احتفل عشرات الآلاف من مشجّعي المنتخب في شوارع بغداد إلى ما بعد حلول الظلام، وهو الوقت الذي تقفر فيه عادة شوارع المدينة. وقد حدث ذلك خلال فترة اضطرابات تعتبر من أعنف ما مرّ على البلاد في الوقت الذي لم يُظهِر فيه القادة السياسيّون للعراق أي قدرة على التخفيف من حدة الصراعات التي شلّت البلاد.
مدرب المنتخب العراقيّ جورفان فييرا وهو ينفعل من الخطوط الجانبية خلال المباراة نصف النهائية لكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بين العراق وكوريا الجنوبية على ملعب بوكيت جليل في كوالا لمبور، 25 تموز/ يوليو 2007. وقد أكملت العراق وكوريا الجنوبية اللعب في الوقت الإضافي. كريم جعفر/ وكالة الصحافة الفرنسية/ غيتي إيماجزوفي أيار/ مايو 2007 تولى فييرا تدريب المنتخب وهو في حالة فوضى كلّية. وكان المنتخب الوطنيّ العراقيّ معتاداً على الإعداد العشوائي، ومفتقراً إلى البدلات الرياضيّة وأدوات التدريب، كما لم يكن يتوفّر له عدد كبير من اللاعبين. زد على ذلك أن لاعبي الفريق من السنّة والشيعة والأكراد كانوا يواجهون خلافات دينية قبيحة من حولهم. وأصبح فييرا بطلاً بالنسبة للعراقيين بعد فوزه بنهائيات كأس الأمم الآسيوية، لكنّه رفض تمديد عقد مربح قائلاً إنه لا يمكن أن يحلّ محلّه سوى شخص مجنون.
وأضاف يقول لرويترز من بغداد، "ربما أنا مجنون، لست أعلم. لكن كل ما كنت قد طلبته أمّنوه لي. وأعتقد أنّ الوضع مختلف هذه المرة".
ومنذ رحيل فييرا، أخفق اثنان من المدربين في تكرار النجاح الذي كان قد حقّقه. وفي حزيران/ يونيو، استقال العراقي عدنان حمد من منصبه بعد خسارة المنتخب أمام قطر الأمر الذي أنهى آمال العراق في الذهاب إلى كأس العالم عام 2010. وكان من الممكن أن تصبح تلك أول مرة يلعب فيها العراق في كأس العالم منذ عام 1986.
وصرّح الناطق باسم الحكومة، علي الدباغ، بقوله، "نتمنى له كل النجاح ونأمل أن يتحسّن مستوى كرة القدم العراقية إذ إنها توحّد العراقيين وتظهر تآخي شعبنا في سعينا نحو بناء عراقٍ مستقلّ".
وعلى الرغم من الآمال التي يعقدها مشجعو كرة القدم في جميع أنحاء العراق على فريقهم، فإنّ فييرا يواجه تحدياً كبيراً في عملية إعادة المنتخب ليصل الفريق إلى نجاحات عام 2007. ومع أن العنف انخفض بشكل كبير، فإن منشآت البلاد ما تزال محدودة والخطر لا يزال قائماً. وقبل ثلاثة أشهر، نجا المنتخب العراقي بصعوبة من فرض حظر دوليّ عليه بسبب التدخل السياسيّ في الرياضة. وقد جعلت هذه العوامل تدريب الفريق أمراً صعباً كما أعاقت بشكل كبير إمكانية تمسك المنتخب الوطنيّ بالنجوم الرياضيين.
وقد حذّر فييرا قائلاً، "يجب علينا أن نحاول الحصول على المزيد من الخبرة. قد نخسر بعض المباريات، لكننا نتعلّم أكثر عندما نخسر، لا عندما نفوز. وأعتقد بأن هذه خطوة هامة جداً للرياضة في العراق بشكل عام. كما أعتقد أنه بإمكاني أن أساعد الرياضة في العراق لأنني لست فقط مدرِّب كرة القدم، ولكنّني مدرِّس أيضاً".