7/4/2009
لن أكون مبالغا إذا قلت بأن (الدرجة الأولى) تشبه الى حد كبير (البحار والمحيطات)..في معظم الأشياء وكأنه خلق من الشبه أربعون.. فالمد والجزر الذي تشهده البحار بسبب ضوء القمر.. يحدث كذلك في مسابقة الدوري.. فزيادة الفرق ونقصانها ظاهرة تشهدها المسابقة العمانية منذ سنوات طويلة فمرة تتمدد الفرق في الدرجة الأولى (14 فريقا) ومرة أخرى تتقلص الى (12 فريقا) ومرة يقترح أن تكون عدد الفرق (16 فريقا).. ومرة رابعة يعود المنادي الى (10 فرق) وكل في فلك يسبحون..! عندما كنت في المدرسة كنت أعتقد بأن (البحر الأحمر) لون مياهه حمراء.. وأن (البحر الميت) كان حيا.. ثم انتقل الى رحمة الله..وأن (البحر الأسود) تلوّث بالبترول فأطلق عليه البحر الأسود.. وأن (البحر الأبيض المتوسط) ناصع البياض.. ولكن في مرحلة متقدمة من الدراسة اكتشفت أن ماهي إلا أسماء أطلقت على هذه البحار وأن كل مياه البحار متشابهة مياههاولونها واحد..! كذلك عندما كنت في بدايات عمري الصحفي كنت أسمع عن مقترحات الزيادة والنقصان في الفرق.. ومسميات الدوري فتارة يسمى (بدوري النخبة).. ومرة يسمى (بالدوري الممتاز) وكنت أعتقد بأن النخبة هي الأندية النخباوية في كرة القدم وليس هناك فرق مثلها.. أما مسابقة الدوري الممتاز فكنت أعتقد بأن هذه المسابقة مختصة بالفرق التي لا تخسر وتحقق نتائج ممتازة ولذلك سميت بفرق الدوري الممتاز.. أما فرق الدرجة الأولى فهي التي تركب في الدرجة الأولى وتخسر من المال لتكون في الدرجة الأولى.. مثلها مثل تذاكر الطيران..! بدأت أفهم بعد سنوات من المتابعة اللصيقة للمسابقة الكروية لأنني لم أكن في البداية متخصصا في(كرة القدم)..فقد أجبرني أستاذي صلاح جابر بأن أتابع الهوكي رغم أنني لم أكن أحب هذه اللعبة فشربت (المر من كيعانه) حتى وصلت بعد مرحلة من التدريب والممارسة الصحفية أغطي كرة القدم..وبدأت تتكشف لي الحقيقة الكروية بأن كل هذه أسماء ومسميات لا تتعدى أن تكون مثل (الماكياج) يمكن أن يتغير مع أي (ريحة فكر) جاءت مع أي اتحاد كروي جديد. هذه المرة الطرح الجديد في اتحاد الكرة هو تقليص عدد الفرق من (12 الى 10 فرق) وهو توجه ربما يصب في مصلحة المسابقة في المقام الأول في جوانب مالية وجوانب رقمية.. ولكن هل هذا المقترح سيفيد فعلا الجانب الفني الكروي في السلطنة.. وهل هناك (إستراتيجية) لهذا التوجه الجديد والذي اتخذ فيه مجلس الإدارة قرارا جريئا وسريعا.. على عكس قرار الدرجة الثالثة الذي ظل عاما كاملا ولم ير النور.! الأرقام.. والفكرة،والتي كادت أن تتحول الى (لوحة قرمزية) التي وصفها لنا الزميل/ إبراهيم القاسمي (صاحب المقترح).. أعجبتني كثيرا.. خاصة وأن هناك دراسة رقمية كانت وراء هذا المقترح هي التي جعلت الاتحاد يقرر سريعا في مثل هذه الخطوة ورغم أن هذه الفكرة ليست بالجديدة وسط أمواج البحر الكروي الذي نعيشه منذ عشرات السنين.. إلا إننا نتوقف اليوم أمام قرار اتخذ في يونيو2009.. وسيبدأ تنفيذه في موسم 2010/2011.. للوصول الى دوري المحترفين الذي مازلنا نترقب مواصفاته وشروطه وإمكانية أنديتنا في أن تلبس هذا الثوب الفضفاض. وكنت ومازلت من أنصار تقليص عدد الفرق في دوري الدرجة الأولى لأنها في النهاية تعطيك نتائج واقعية وتقلص فارق المستويات الفنية بين الفرق.. وتزيد من وتيرة المنافسة على اللقب.. وفيها سبع فوائد.. مثل السفر.. ولكن كنت أتمنى بأن (سياسة التقليص) في فرق الدرجة الأولى تتزامن معها سياسة (الدعم المالي) المباشر لهذه الفرق والتركيز عليها لتقوية إمكاناتها المادية لتعزز من تعاقداتها مع اللاعبين والأجهزة الفنية.. والاستعداد الكروي السليم من خلال معسكرات خارجية وأتمنى أن تتحول مسابقة الدوري بالعدد (العشاري) الى مسابقة أفضل مستوى.. وأفضل شكلا.. وأكثر قبولا عن مسابقتنا الحالية التي نتابعها (شئنا أم أبينا).. بدون أن يكون لها هدف واضح.. ويتوقع البعض بأن الموسم الجديد الذي سيبدأ في نهاية سبتمبر القادم.. سيكون موسما ناريا..وسلملي على الأندية..!َ سالم الحبسي