matary المدير العام
عدد المشاركات : 402 العمر : 33 دولة : المهنة : الهواية : أوسمة : أوسمة اضافية : نقاط : 47417 تاريخ التسجيل : 13/11/2008
| موضوع: تفاصيل الإفراج عن مركب الصيد العماني المختطف الجمعة يناير 08, 2010 12:21 pm | |
| مان:*وصل مركب الصيد العماني المختطف من قبل قراصنة صوماليين إلى ميناء صلالة بعد حوالي شهرين ونصف من المفاوضات أسفرت عن سداد فدية قيمتها 30 ألفا و400 ريال إضافة إلى خسائر فادحة في الآلات والمعدات التي كان المركب مزودا بها.
الحادثة وقعت على بعد عشرين ميلا بحريا من مرباط في الأول من نوفمبر الماضي حيث تلقى صاحب المركب المواطن محاد ابن بخيت العمري من ولاية سدح اتصالا هاتفيا عبر شبكة اتصالات الصومال تفيد بوقوع مركبه في أسر القراصنة وقد طالب القراصنة بفدية قدرها 100 ألف دولار للإفراج عن العاملين على المركب وهم تسعة أشخاص من الجنسية البنجالية يعملون بترخيص من السلطات المختصة بقطاع الصيد التجاري في السلطنة مع صاحب المركب حسبما أفاد بذلك وإلا سيقتلون العمال.
وكان من مطالب القراصنة التفاوض مباشرة عبر الحكومة العمانية فأبلغ صاحب المركب الجهات المختصة بذلك؛ فطلبوا منه تقديم إفادة خطية في إدارة التحريات والتحقيقات الجنائية بقيادة شرطة محافظة ظفار وقيادة خفر السواحل بميناء صلالة؛ وكان القراصنة يهددون بقتل العمال إذا لم يتم التواصل معهم عبر جهات حكومية فذهب صاحب المركب حسب روايته إلى وزارة الخارجية العمانية في مسقط وإلى القنصلية الصومالية في روي حيث أفادوه بعدم وصولهم إلى مخاطبات بهذا الخصوص خلال تلك الفترة ونظرا للاتصالات التي تأتيه من القراصنة مباشرة عبر هاتفة؛ قام بالتحرك هذه المرة عبر الاتصال بوالي ولاية سدح الذي اجتمع بالشيوخ الذين طالبوه بمخاطبة وزارة الخارجية عبر مكتب وزير الدولة ومحافظة ظفار وفي هذه الأثناء تلقى اتصالا من احد الأصدقاء الذين يعملون في قطاع نقل الأسماك اقترح عليه السفر إلى الصومال فاستبعد الفكرة نظرا لخطورة الوضع هناك ولكن في الأخير رضخ لفكرة صديقه الذي يدعى سعيد بن سالم عكعاك فقرر أحد إخوته السفر مع صديقه المذكور إلى الصومال فطاروا إلى دبي وكان صديقه قد استطاع الحصول على تأشيرة دخول إلى جيبوتي وتأخر أخوه في الحصول على التأشيرة فسافر صديقه إلى جيبوتي عبر مطار دبي في رحلة لطيران جوبا إلى جيبوتي ومنها إلى مدينة بصاصو الصومالية.
وضع أمني خطير
يقول المواطن سعيد بن سالم عكعاك تطوعت لهذه المهمة نظرا لعلاقتي بصاحب المركب ومعرفتي بظروفه فهذا المركب هو مصدر رزقه الوحيد هو وإخوانه حيث عرضت عليهم مساعدتي ورفضوا في البداية خوفا على حياتي؛ وبالفعل كانت الرحلة شاقة والمخاطر كانت محدقة بي من كل جانب فالوضع الأمني كان صعبا فعند وصولي إلى بصاصو كانت هناك انفجارات في محيط الفندق الذي نزلت فيه وكانت مطالب القراصنة عبر الوسطاء عالية حيث طالبوا بمبلغ 100 ألف دولار ولكن بعون من الله وبفضل من احد الشيوخ في مدينة بصاصو استطعنا بعد أسبوع كامل من المفاوضات خفض سعر الفدية إلى 31 ألف و500 دولار وقد قدم لي ذلك الشيخ مساعدة كبيرة فنحن كنا في مدينة بصاصو والمركب جانح على ساحل مدينة أيل وبه أضرار كبيرة حيث دفعت المبلغ المتفق عليه للقراصنة ولم أصل مباشرة إلى مدينة أيل وحسب ما اخبرنا به الوسطاء كان المركب يحتاج إلى جهد كبير لإخراجه من الساحل الذي جنح فيه وهنا بدأت مفاوضات أخرى لحل إشكالية التكاليف وفي النهاية اتفقنا على مبلغ آخر حيث بلغ إجمالي كلفة الفدية ومصاريف إخراج المركب وأجرة العمال والحراسات واستئجار المعدات حوالي 54 ألفا و800 دولار.
يقول عكعاك كنت ادفع للحراسات الشخصية في مدينة بصاصو وخلال أسبوع كامل كان نطاق تحركي بين غرفتي وصالة استقبال الفندق مشيرا إلى أن الأجواء كانت متوترة وصعبة قابل أثناء ذلك مجموعة من الأطباء يعملون لمصلحة منظمة اليونيسيف في الصومال كانوا نزلاء نفس الفندق وقد نصحوه بضرورة مغادرة الصومال إلى أية وجهة آمنة لكن ذلك كان صعب المنال حيث لا توجد رحلات طيران قال هذا الشاب مكثت في الصومال إلى إن جاءت الطائرة التي أقلتني في رحلة العودة إلى جيبوتي ومنها إلى الإمارات فالسلطنة.
يقول سعيد بن سالم عكعاك لم أصل إلى مدينة القراصنة "أيل" فكل من التقيتهم نصحوني بعدم الذهاب إليها فهي تبعد حوالي 400 كيلومتر من بصاصو وقيل لي إن الكثير من السفن التي تعرضت لعمليات قرصنة ممن لم يتمكن ملاكها من فك أسرها موجودة في تلك المدينة وبعضها قد أصابه العطب وهي تعود للكثير من الدول.
ويضيف لم يكن الوضع الأمني في بصاصو أرحم فالأجواء مشحونة والأمن الشخصي مفتقد والجيش ينتشر في كل مكان وتحس أن المدنية عبارة عن ثكنة عسكرية وفعلا كان إحساسي بأنني في ساحة حرب.
واستطرد قائلا لقد مر علي ذلك الأسبوع في الصومال كالدهر وبعد أن نجحت المفاوضات كانت خشيتي أن تقع على المركب عملية قرصنة جديدة فتلك المناطق مملوءة بمجموعات من القراصنة وهم فرق كثيرة في كل منطقة وعلى طول تلك السواحل.
وقال: من المضحك أن تصدر لك وثيقة من الحكومة تفيد أن المبلغ سلم للقراصنة وكانت حكومة أرض بونت التي تتحكم بميناء بصاصو ومدينة أيل تعترف للقراصنة بفعلهم.
عودة المركب
عاد المركب إلى صلالة وعلى ظهره جميع عماله ولكن حسبما يقول مالكه فقد تعرض لعملية تخريب شديدة في الصومال ونهبت كل معداته حيث تعرضت دفة المركب للكسر وأثناء عملية القرصنة أطلقت على المركب الأعيرة النارية التي اخترقت بعض أجزائه فمن أهم المعدات التي استولى عليها القراصنة جهاز اكتشاف أعماق البحر وجهاز اتصالات مرتبط بالأقمار الصناعية ومولد كهربائي ومكينتين لشفط المياه ومعدات الصيد من حبال وشباك وغيره.
ويضيف مالك المركب كانت على المركب شحنة من اسماك القرش فهذا الذي أخر العمال عن العودة إلى مرباط لمدة يومين حيث كنت على اتصال بهم قبل عملية القرصنة بيومين وكان صيد اسماك القرش ذلك الوقت وفيرا.
ويقدر مالك المركب خسائره من تلك الأجهزة والمعدات وشحنة الأسماك بحوالي 8 آلاف ريال .
كما أن الأضرار الأخرى بالمركب تتطلب حسب قوله أكثر من 5 آلاف ريال فهو بحاجة إلى شركة متخصصة في تصليح تلك الأعطاب فالمركب حسبما أفاد اشتراه من الامارات قبل نحو 7 أشهر بمبلغ 80 ألف ريال ويقول إنه دبر مبلغ الفدية والمصاريف الأخرى ببيع سيارتين يملكهما لنقل الأسماك واقتراض بقية المبلغ من المواطنين وحسب قوله البحر هو مصدر رزقه الوحيد.
يذكر أن ميناء بصاصو يتحكم في معظم صلات الصومال التجارية بالعالم الخارجي وتعتبر بصاصو أحد المدن الصومالية المحورية في الصراع الداخلي في الصومال. | |
|