بقلم - محمد بن سيف الرحبي
درجت الأعمال الدرامية العربية على تلقيننا أفكارا جاهزة ناقلة ما في
تلك المجتمعات من تعريفات فتلقفناها كأنها الحقيقة التي لا تمس قداستها،
وبيننا من يتبنى مواقف معينة من شخصيات محددة في الحياة كالزوجة والحماة
وزوجة الأب لمجرد السماع، وآخرون يرددون (النكات) المنثورة فيما جرى العرف
(الدرامي) على (التنكيت) عليه من باب الاستظراف لا التبني، وأبقانا الهاتف
النقال على تواصل تام مع النكات (النصية) والتي تمس قبائل وقوميات وأشياء
أخرى بما يعد الكاريكاتير المستمر الراسم لأولئك.
وبجانب الصعيدي والمحشش (ومسميات أخرى) ظهرت الزوجة والحماة كعنصرين
قابلين لتبادل (النكات) حولهما على اعتبار أن الزوج وأمه والآخرين ملائكة
الله يمشون على الأرض.
في مجتمعنا العماني: ما هي الصورة النمطية للحماة؟ وهل هي ذاتها التي
نراها في الأعمال الدرامية العربية والتي سوّقت لنا نموذجا مختلفا لأم
الزوجة؟
وأيضا: هل الزوجة هي تلك التي نتبادل حولها النكات المرسلة برا وبحرا وجوا
أم أنها الوجود العظيم في حياتنا، الصابرة على عيوبنا، المقدرة لصعوبات
حياتنا؟!
كلما أرسل لي أحدهم (نكتة نصيّة) تتناول الحماة والزوجة أقاسم المرسل روح
المرح وأشعر بذلك البعد النفسي لدى بطل الحكاية/النكتة وماهية الشعور الذي
يطغى عليه حينما يواجه زوجته وأمها (الحماة/قاذفة الصواريخ/ القامعة لكل
حرية)، إنما في واقع الأغلبية منا أن الحماة هي أم أخرى لها ما للأم من
حسن التعامل وواجب الاحترام.
ولأننا (معشر) الرجال نتبادل ما يخفف علينا نفسيا (خضوعنا الإرادي) لربات
منازلنا فإن أكثرنا لا يعرف ما تتبادله الزوجات على هذا المعشر من نكات
(انتقامية) لما حدث في حقهن (وأمهاتهن) وأيضا للتخفيف النفسي عما يحدث لهن
من عنت أزواج لا يراعون الله فيهن.
ومفردة الحماة والزوجة تقود في أدبياتنا (الاتصالية والإنترنتية) إلى
شبحين مرعبين يستحقان ما يقال عنهما من طرائف وحكايات ساخرة، إنما لو عاد
(الأغلبية) إلى أنفسهم لوجدوا اختلافا كبيرا إنما العقدة الرجالية تبقى
مختصرة في أن كل نساء الدنيا جميلات باستثناء زوجاتنا، وكل النساء
رومانسيات وحالمات إلا تلك المدعوة (زوجتي) وكثيرون لا يقولون زوجتي إنما
يشيرون إليها بالأولاد والأهل.
يقال إن الرجل في أثناء الخطوبة يحفظ رقم هاتف زوجته على هاتفه بعناوين من
نوع حياتي وروحي وعمري، إنما بعد سنوات من الزواج يسميها بجوانتانامو وقد
يظهر على الهاتف: الاتصال جار مع العلة.
أحد الأصدقاء أرسل (ايميلا) يرى في الزوجة النكدية مجموعة من الفوائد
بينها أنها: تجعل لسان الزوج رطب بذكر الله لكثرة ما يكرر "حسبي الله ونعم
الوكيل" ، وتساعد الزوج على غض البصر (لأنه سيكره صنف الحريم) وتساعد
الزوج على صلة الرحم (لأنه على طول هربان عند أمه) ، وتساعد الزوج على أن
يحافظ على وزنه ورشاقة جسمه (فنفسه مسدودة دائما عن الأكل) كما تجعل من
زوجها رجلاً عظيماً (فبسبب قرفه وزهقه منها ، سوف يقضي وقتا ً أطول في
العمل) مما يجعله إنسانا ً ناجحاً في عمله ويحقق المثل القائل: وراء كل
رجل عظيم امرأة.
غالبية الزوجات تستحق أن يضعهن الرجال تيجانا على رؤوسهم، وأغلب الرجال لا يستحقون ذلك من زوجاتهم.. (وهذا رأيي).