جيمس دجاي
إن مشكلة وقف سفر الإرهابيين إلى أمريكا ليست ببساطة مشكلة أجهزة مسح
أمنية أفضل. فمحاولة تحويل كل مطار في أمريكا لقلعة أو حصن أو موقع عسكري
ستفشل حتما، آجلا أم عاجلا. وأفضل طريقة لوقف التآمرات الإرهابية هي إحباط
الإرهابيين قبل أن يبدأوا أصلا. كما أن تبني بعض المبادرات المشتركة على
المدى البعيد يمكن أن يفيد في سد الثغرات الأمنية. وإليكم قائمة ببعض
الإجراءات الأمنية التي يجب على إدارة أوباما تطبيقها على الفور.
1- تحسين التنسيق للفحص الأمني للتأشيرات بين الأقسام المختلفة في وزارتي
الخارجية والأمن الداخلي. فلقد ثارت أسئلة خطيرة حول سبب عدم رفض تأشيرة
عمر فاروق عبد المطلب ( المتورط في حادث تفجير طائرة ديترويت)، ولماذا لم
تكن هناك متابعة إضافية مع المركز الوطني لمقاومة الإرهاب. فمثل هذه
الإجراءات بإمكانها أن تضع الرجل على قائمة الممنوعين من السفر إلى
أمريكا. وقانونيا من المفترض بوزارة الأمن الداخلي أن تعد السياسات
الأمنية لمكاتب شؤون الاستشارات التابعة للخارجية الأمريكية التي تصدر
التأشيرات. وهذا لم يحدث أبدا بسبب الفجوة في التنسيق بين الوزارتين.
أيضا، كانت السفارات متباطئة في أن تقبل ضباط أمن التأشيرات من وزارة
الأمن الداخلي، الذين يمكنهم العمل مع مكاتب الخارجية على تحديد الثغرات
الأمنية والمخاطر الأمنية. وحتى الآن، فقط سفارة أمريكا في السعودية ملزمة
قانونيا بوجود ضباط أمن التأشيرات داخلها. أقله، يجب إلزام الدول التي
منها المسافرون "شديدو الخطورة" بوجود ضباط أمن التأشيرات في السفارات
الأمريكية بها. وعلى البيت الأبيض أن يضغط على كلتا الوزارتين للعمل بهذه
البرامج مرة أخرى في أسرع وقت.
2- وضع المزيد من مارشالات سلاح الجو في السماء وفي المطارات. فمارشالات
سلاح الجو يقدمون طبقة أخرى من طبقات الردع للإرهاب. أيضا، تزويد
المارشالات بمدخل واقعي التوقيت لقواعد البيانات ( بينما هم على الأرض وفي
الجو) سيوفر لهم مقدرة إضافية على مراقبة بيانات الرحلات الجوية للبحث عن
الركاب المشتبه بهم. ولو كان هناك مثل هذا المارشال على طائرة ديترويت
لربما تمكن من "التقاط" عمر وإجراء المزيد من الفحص والتدقيق الأمني له،
أو تمكن من كشف سلوك عمر المشتبه به قبل أن يحاول تفجير الطائرة.
حاليا، يغطي مارشالات سلاح الجو التابعين للقوات المسلحة الأمريكية جزءا
بسيطا من الرحلات الدولية، كما أن عددا قليلا من الدول الأخرى لديها برامج
مارشال سلاح الجو. ويجب توسيع مثل هذه البرامج، ويجب على البيت الأبيض أن
يضغط على الحلفاء لتأسيس برامج مارشالات وتوسيعها.
3- تسريع برنامج "الرحلة الجوية الآمنة". وهذا البرنامج "سيلتقط"
المسافرين المشتبه بهم للمزيد من الإجراءات الأمنية على الرحلات المحلية.
وعلى الرغم من أن رحلة النيجيري قامت أصلا من خارج أمريكا، المتورطون في
أحداث 11 سبتمبر غادروا جميعهم من مطارات أمريكية. كما أن نمط الهجوم الذي
حاول النيجيري تنفيذه من الممكن أن تنطلق من مطارات صغيرة جدا في أمريكا.
وعلى برنامج "الرحلة الأمنة " أن "يلتقط" مثل هؤلاء الركاب للمزيد من
الإجراءات الأمنية. فقنبلة مثل التي كانت مع النيجيري، كان من الممكن
اكتشافها لو خضع لتدقيق أمني وتفتيش ذاتي خلع فيه بنطاله.
4- تفعيل تطبيق برنامج "الهوية الحقيقية"، وهو برنامج يضع مقاييس
ومعايير لمنح رخص القيادة للسائقين الأمريكان. مرة أخرى، لو أن هجمة على
غرار هجمة طائرة ديترويت تم شنها محليا، سيمكننا برنامج "الهوية الحقيقية"
من منع كل من يحاول استخدام رخصة مزورة أو مسروقة من المرور من نقاط
التفتيش الأمنية. وكما أشارت لجنة 11 سبتمبر ، يجب أن يكون تحسين موثوقية
رخص القيادة أولوية قصوى. رغم هذا، الكثير من الولايات في أمريكا غير
جاهزة لتطبيق برنامج "الهوية الحقيقية". وبدلا من تغيير البرنامج أو
مراجعته، على البيت الأبيض أن يعمل مع الوكالات الفيدرالية ومع الولايات
لتطبيق البرنامج في أسرع وقت ممكن.
5- توسيع برنامج التنازل عن التأشيرة. فإعفاء المزيد من الدول من شرط
حصول مواطنيها على التأشيرة قبل الدخول إلى أمريكا قد يحمل مخاطرة كبيرة.
والدول المشاركة في برنامج التنازل عن التأشيرة عليها في الواقع أن توافق
على مستوى أكثر فاعلية وموثوقية من تبادل المعلومات المتعلقة بالمسافرين
أكثر من الدول التي تطلب منها أمريكا حصول مواطنيها على التأشيرة أولا.
نيجيريا، على سبيل المثال، والتي جاء منها عمر فاروق عبد المطلب، ليست
مشتركة في برنامج التنازل عن التأشيرة. لذا هي ليست مضطرة لتزويد أمريكا
بمعلومات عن المسافرين منها إلى الأخيرة. وعلى النقيض من ذلك، تجعل
البيانات المتوافرة طبق هذا البرنامج من السهل أكثر أن يتم تعريف وتحديد
المسافرين المشتبه بهم ومنعهم من المجيء إلى أمريكا. وفي نفس الوقت، يمكن
نقل مكاتب الاستشارات، التابعة للخارجية الأمريكية من تلك الدول التي لا
تشكل تهديدا (مثل بولندا) إلى الدول التي تثير الكثير من القلاقل (مثل
نيجيريا).
وليس من بين هذه الخطوات الحل السحري. لكنها جميعا من الممكن أن تساعد في
السيطرة على سفر الإرهابيين جوا. وجميعها ستستفيد بشكل فاعل من مواردنا.
وليس من بينها ما يتطلب إنفاق المليارات من الدولارات، أو قمع الحريات
المدنية للمسافر العادي. لو نريد أن تكون السموات أكثر أمنا، هذه الخطوات
الخمس بداية جيدة.